mardi 3 août 2010

محمحد علي الحامي










محمّد علي الحامّي : باعث الحركة النقابيّة 1890 - 1928

ولد محمّد علي بن المختار الحامّي سنة 1890 من أب فلاّح فقير بحامّة قابس وفقد والدته في سنّ مبكّرة فأخذه أبوه إلى العصمة ليقيم عند أخته واشتغل كعامل بقنصليّة النمسا وسنّه دون العشر سنوات. تعلم الألمانيّة والفرنسيّة والإيطاليّة وصناعة الميكانيك ثمّ أصبح السائق الخاص لقنصل النمسا ثمّ انتقل إلى تركيا في خطّة سائق لدى الوزير التركي أنور باشا (شخصيّة سياسيّة وعسكريّة شاركت في مقاومة الاحتلال الإيطالي للقطر الليبي سنة 1911). وإثر الحرب العالميّة الأولى انتقل إلى ألمانيا حيث تابع دروسا في الإقتصاد السياسي بجامعة برلين كما عاش عن كثب تصاعد الحركة العمّاليّة والنقابيّة في ألماني. وفي مطلع سنة 1924 عاد محمّد علي الحامي إلى تونس "بأفكار لا تتّسع لها البلاد" إذ فكّر في إنشاء شركات تعاونيّة زراعيّة صناعيّة وتجاريّة للنهوض بالبلاد اقتصاديّا واجتماعيّا إلاّ أنّه سرعان ما عدل عن مشروعه واكتفى بالتفكير في جمعيّة تعاونيّة استهلاكيّة بهدف مقاومة غلاء الأسعار التي كان يعاني منها العمّال وبقيّة الفئات الفقيرة ووجد تجاوبا في ذلك من قبل بعض المثقّفين أمثال ابن بلدته المفكّر المصلح الطاهر الحدّاد وانعقد اجتماع بغرض انتخاب الهيئة التي ستشرف على المشروع (جوان 1924) وفي الأثناء جدّت عدّة إضرابات خاصّة في قطاع الرصيف ببنزرت فتولّدت عنده فكرة بعث نقابات تعاونيّة إلى حركة نقابيّة (جانفي 1925) مؤطّرة للتحرّكات العمّاليّة فبعث جامعة عموم العملة التونسيين التي رأى فيها المستعمر بداية الوعي السياسي والاجتماعي لدى الشعب التونسي وبداية مرحلة التمهيد لمقاومته

وبعد أن شهدت البلاد التونسية سلسلة من الاضطرابات بدأت السلطات الاستعمارية تخطط للقضاء علي الحركة النقابية الناشئة وتعطيل نشاط باعثيها ومؤسسيها خصوصا محمد علي الحامي الذي اعتبرته جاسوسا ألمانيا . وفي صبيحة يوم 5 فيفري 1925، ثمّ إيقافه، ورفاقه النقابيين الآخرين وهم مختار العياري وبول فينيدوري وآخرين ليمثلوا أمام القضاء بتهمة التآمر علي الأمن الداخلي. وقد قضت المحكمة بنفيهم جميعا خارج البلاد. وبعدها عاش حياة مضطربة قادته إلي ايطاليا، ثم إلي تركيا، ثم طنجة حيث كان ينوي الالتحاق بثورة الريف بقيادة عبد الكريم الخطابي، ثم إلى مرسيليا، ومنها إلى القاهرة حيث عمل سائقا لشخصية سياسية كبيرة.
بعدها انتقل إلي الحجاز ليعمل سائقا، وهناك توفي في حادث سيارة في الطريق الرابط بين مكة وجدة وذلك في صيف عام 1928

إهداء إلــى روح الشهيد المناضل

محمد علــي الحامــي

الأرض علــــى تربتــــــــــــــــها

ديمــــــة الكريمــة تحــــــب زرّعتــــها

وفي نبتـها تصان من ضنوتهــــا

وتمنــــع على اللّي ناويـــــــة التخريـب

لا بـــوّرت لا ذبّلــت نبتــتـــــــها

لا جــرولــــت لا خشّــــها تكــــــــريــب

كيــف ما خلقـها ربنـا بطيبتـــهـا

زادوا عــلاها الطيبــيـــن الطيــــــــــــب

دفعــوا ثمنــها دم عل سبّتـــهـــا

ومـــازال بيــــه مخـضّبـــــة تخــضيــب

ومازال تعطي خيــرها بصابتهــا

فـــي ما مضى وحتى القـــــدوم قريـــب

ومازال زهو الحامة صيود تهـــا

تــــاريخهـــم مـا تجمعــــه كتـــاتيـــــب

ومازال كنـز الحامـة وثـروتهـــا

لجيـــال تبـــــدع بدعهــــــا بتـــرتيـــب

وكل قافلــة تحسب على قادتهـــا

اللّــــــــي يضمناها تفـــوت كل صعيـب

ومازال عــز الحامة ثـورتـــهـــا

إذا النـــار شعلــت هــــــم للـــــها لهيـب

ومازال روح الحامة ونكهتــهـــا

دم العرب فــي وجوههـــــم ما يغيـــــب

ومازلت نذكر صولها وجولتهـــا

فـــي المعركـــة يتراد حــوا مجــــاديـب

نهارات ســودة حانكة ظلمتــــها

إنقّــــوه من لســــــود بيــاض الشيـــــب

فراسينـها لا تنتسـي خصلتــــها

طيـــور دم كانــــا سحبــــــوا تسحيــب

طيــــــــور دم خلــــــــوا فجـــــر

لا تاجـــــــــر ولا طالبــيــــن الأجـــــــر

ا تلاعبوا بالوطن لا هم غجــــر

صناديــد ذلاليــــــن كـــــل صعـــيــــــب

نقشوا سطر تاريخهم في الحجر

عليهــم دمـــــــوع القارييــــن سكيــــب

لحــــــــرار سكنــــوا الجـــــــو

يتنافــــروا لـــو كـــــــــــــان رو و رو

وكان الايعادي من بعيــد لفـــوا

يســـابقـــوا ويبـدوا علـــــــى التعطيــب

سوى قبل قبل القبل ولى تــــوا

حب وطنهم بين الضلــــــوع خصــــــيب

يامـا عليـــه تعذبــــوا ولــــووا

لا فـــــرطوا لا ودعــــــــوا للـــغيــــــب

يامـــــا عليه ترمضـوا وجــروا

من الشــــــرق لأقصى لوين شمسه تغيب

لكرام عزمـوا عزمهــم وبنـــوا

بيـــت الكـــــــرم طعام كــل حبيــــــــــب

ا لأقــــلام فيه تبهــذلوا وعيـــوا

جف حبــــرهم فـــي المجد و التحسيـــب

العمال من علم المــحبـــــة رووا

من شهد رايدهم بصــدق وطيــــب

اللّي نوروا وســط الــظلام ضووا

عهد الظلام لظلـــم مع التضبيـــــــب

اللّي اسيّـــسوا وسط السياسة بنوا

مثابـات ضــــــد الفقـــر و التسليــب

اللّي حرضوهـــــم دوم لن خــذوا

حـقوق غابرة من الغــــرب والتغريب

المــاضي مشى والماضيين مـضوا

والمــجـــد لا يحتـــاج للتعقـــيـــــــب

أهل الوفــاء من كيلهــــم وفّـوه

ومنــا الوفـــاء للوافييــــن نصــــيب

مـــــــــن ثـــــــوّر العمــــــــــال

ومــن حرّر أجيالن وراها أجيـــــــال

ومــــــن قـــام بالآذان مثــل بلال

فتح فـــتــح العــــــرب للتعــــريـــب

مشــــــي الحــامي قعدتنــا الأفعال

إلّي خيرها إبدّل المـــر حلـــــيــــــب

لا ترتثـــــــــــي الأجــــــــــــــواد

غير فعلـــــهــم ينعاد فــــــي الميعــاد

قريب ننتـــــسوا وننسوه لإستشهاد

معاهم مشــــــى وجان زمان غريــب

لا فيـــــــــــــه لا صنديــد لا صيّـاد

عــصـر قهـاوي واللكبـود إطّيــــــب

لا ننسبــــوا للطاهـــــر الــــحــداد

ولا نرجعـــــــــوا للحسب و التنســيب

ولا الصقر لســــــــود قائــد القيـاد

بعدنـا عـلى الأسبــاب و التسبـــــيــب

عجب العـجب فسط العجب إعجاب

خيبــــــنا وفتنا خيبـــة التخيــــيـــــب

لا عـــاد لا رايـــــــد ولا ريــــــــاد

ولا فــــارس يقدر يقــــــــود سبيـــب

ولا مــن إعيّـــط ضايمـــين أوغاد

قعدنا علـى التظليـــــل والترييـــــــب

وحتـى عــياط القدس عاد وعـــاد

إعتدنــا على التلطيــــم والتكبــــيـــب

إحنا أوذانا إعــتادت علـــى الغـرّاد

غــريد الغــراب لسود وفـــيه نحيـــب

إحـنا نشربوا في جـــــعدت الجعّاد

بين المــعاصي شعـــــــوذة وترييــب

المفروض في وسط أسواقنا الحداد

إنديــروا عــزي مقبـــــول للتــــمديد

وانحضـــروا النفاق والإلحــــــاد

وانحضـــــروا الكــــــــذّاب بأكاذيــب

وأنــــا عـــليّ النظــــــم والجـرّاد

وحتــى دموعـــي إنزيــدها تسيـيــــب

وانحظـــــــروا الدغباجــــــــــي

و يبدا علــــــى روس الرهوط يهاجـي

ويلقــى أوضاع الوطن فيه تراجي

ما بيــن ضعـــف الحال والتـنكيــــــب

وما بين إيد الخـــطـف واللغباجـي

انشـلّــت وجبتـلــها أعـــــــز طبيـــب

مشــي الحـامـي الـغفاري

بقـت مدرسة للجـاهلي والـقاري

بقت عفسته ماهزهاش الـواري

كتب عليـها قلـم كل خـــطيب

عزيز نفس يرفض كل منه اجباري

مـن أصل أصله يرفـض الترهيب

فتح باب كان مسـكرة الـزياري

المحروم حقـه بـان منه نـصيب

يـاما عليهـم غابـر الـغـــواري

بعـدن مشوا في العفس و التنكيب

و يا ما كسروا وماجوعوا من ضراري

وقـداش خلوا فـي القـفار غريب

ومـاشردونـا ضـاهـري وجفـاري

ومافـرقـونا و دايريـن نحيـب

ولـولا ألـطاف الله والـغفـــاري

رانـا وليـمة كل كـلب و ذيـب

أني يـا جـماعة قـاصرات أشعاري

و الفكر في بعض الأحيان يغيـب

نغـدي ونطـلـمس على مـعيـاري

ويـبعد علي الـوزن و الترتـيب

وباقــي القصيد تطول طول أحراري

اللي طولهم طــول الوطن تقريب

اللـي فكرهم فايت أجـوار أجـواري

اللــي علمهم ما فيه حرف العيب

اللي جهدهم ما يردعــه جبـــاري

كل الجبابــرمن حــذاه تغيـب

وديمة أصــول الأصل تبقـى إداري

ولاعمــرها شمـس المحبة تغيب

لاغيــبت فـــي فضــــاءها

و لاالعمـر ذلت من سحاب أعداها

ولا خشــها فاســـد سكن مـعاها

ولا بايعـــت كافـر عليه صليب

تحيــات لأرواح البطـــولى فيها

من قلب يعشــق عشقها و يجيب

مــــن لا يـنســاهـــــم

ومن روح تسبح في الفلك معـاهم

مـن عين تدمـع لا قرت إسـماهـم

مصابـيح يضاووا على محاجـيب

ومـن كبد تقـطر دم زي إدمـاهــم

إغبي حثـرهـم ولا قعـد ذهـيب

وكان يرجعوا يلــقوا الزنوس حذاهم

تــو يرجمـونا رجم بمشـاهيب

وكــان يعرفوا كل العرب بعــناهم

تـو يذبحونا بــفاس للتحطيـب

وكان يعـرفوا في غــيابهم خـناهم

تـو يطلبوا سرسـرا عليـنا إسيب

ويجـيب رب الكـون بعض إدعـاهم

والأرض تبـدى حـفر وزراديـب

إينـوضوا يخلوا قبـورهم و غـطاهم

ويجـددوا بثـورة عـلى التخريب

ويـحاكم كـل مـن خذل مبـداهــم

وبــدل على مبـداه مبدا الجـيب

خسـارة القادة لــكلــهم دسـناهم

بالسمــسرة و الجبن والتهـريب

يــا ريتــهم لا جــو لاشفـناهم

ويـاريتـنا قعـدنا لتـو أعازيـب

خـير ما إنجـيبوا أولاد لاهـم لاهـم

مكافيـخ تمشـي روسها مصاليـب

يـارب حسـن وضعنا وقـضاهــم

وبـرم افلاك الخير لـنا تجــيب

تجيـب نصر يهزم كـل مـن عاداهم

بجـاه جاه جاهـك املنا ما يخيـب

لا يخـيــب فيـنـــا أمــــل

ويـن تنغـلق لبواب نلقـوا الحل

من الـحامـة أول الخـير وصــل

ربـنا خلقـنا مـا علـيه صعيب

مـن الحامـة شـمـس العرب تطـل

مـن خير خيـره دايره موازيـب


mardi 27 juillet 2010


معتمدية الحامة

÷ المساحة : 232000 ألف هكتار
÷ عدد السكان : 82390
÷ عدد المدارس : 24

عدد المعاهد : 12
÷ عدد المعاهد الخاصة : 6
÷ أعضاء المجلس البلدي : 22 مستشار
÷ الأنشطة : مواكبة عملية التنمية بالجيهة

أعضاء الجامعة : 15 عضو ÷


الحامة إحدى مدن الجمهورية التونسية، تقع في ولاية قابس بالجنوب الشرقي. سميت قديما بمدينة النحاس وهي تلقب اليوم ببوابة الصحراء أو واحة الصحراء تمتاز بالمناظر الصحراوية الخلابة وجمال واحاتها الغناءوبمياهها الجوفية الحارة تبعد عن ولاية قابس قرابة ال30كم سكانها من العرب الوافدين من شمال وجنوب الجزيرة العربية خاصة قبائل بنو هلالوبنو سليم وبني زيد لذلك تسمى أحيانا ببني يزيد وبنو يزيد هم فرع من قبيلة بني سليم بضم السين جاؤو خلال التغريبة الهلالية واستقرو بالحامة وهم أربعة أفخاذ/الصهبة/الخرجة/الحمارنة/والأصابعة.. ويتفرّع بنو يزيد اليوم إلى عدّة فروع ينتشرون على كامل تراب مدينة الحامّة و ضواحيها إذا فالنسب العربي القحّ هو ما يفسر تمسك أهلها بالعادات العربية الاصيلة كالكرم والجود والفروسية بالإضافة إلى محافظة اهلها على لهجة عربية اقرب ما تكون إلى اللهجة الخليجية المستعملة اليوم ..أهم منتجاتها الفلاحية إضافة إلى تربية المواشي والابل التمور والرمان ..من قرى الحامة نجد الدبدابة-الصمباط-المزارع -القصر-منزل الحبيب-بشيمة-الخبيات-وادي النور- أنجبت مدينة الحامة العديد من رواد الفكر والادب أمثال الطاهر الحدادمحمد علي الحامي إضافة إلى المجاهد محمد الدغباجي والسياسي جلولي فارس والعديد من المعاصرين السياسين مثل راشد الغنوشي الذي تعرض للنفي لعديد المرات و كذلك شيخ المجاهدين التونسيين الطاهر لسود قائد التمرد ضد القوات الفرنسية بشمال أفريقيا.


و بذلك نلاحظ أن قرية الحامة رغم صغرها فقد أعطت لتونس العديد من الرجال و الأبطال

قصيدة قيلت في الدغباجي

جو خمسة يقصوا في الجرة *** وملك الموت يراجي
و لحقوا مولى العركة المرة *** المشهور الدغباجي

*********
فزعوا خمسة بربايعهم *** تايجيبوا الفلاَّقَة
مخزن مطماطة ينجِّيهم *** لثرنهم بنداقة
الكيلاني يتحلَّف فيهم *** بحلالة و طلاقه
الدَّالة الفلاَّقة نمحيهم *** في واسع رقراقة
ضربوا الخمسة وحبوا إيديهم *** زفُّوا زفْ تلاقى
كذب الوسعة يقصر بيهم *** زي هدير الناقة
تاو ان يتلاقوا يقضيهم *** بوسربة شلهاقة
زي الذيب يمزِّل فيهم *** ويلالي ويهاجي
كان التل يخبَّر بيهم *** وجواب البسطاجي.

*********

فزعوا خمسة فوق حصُنَّة *** من مخزن مطماطة
وقالوا هاهي الجرة منا *** وجَوا في اوّل شوَّاطة
الدَّغباجي قاعد يستنّى *** طاح لهم وتواطى
فيده ستوتي يلدغ سِمَّه *** دار فيهم شاماطة
صُبْعَه والقرَّاص يلمَّه *** يعجل ما يتناطى
واللي ينُوشَه يا ويل أمَّه *** فاح قتار اشياطه
يجي مرمي مصبوغ بدمَّه *** سِمْ منحَّس لاطه
مسَرْجِي بيت النار بضمَّه *** وشُغْل الحربي ساجي
ومولاها كبير آصل وهمة *** وعنده الكيف مقاجي

**********
نهار الخمسة لحقوا خمسة *** و للهم حامي ربِّي
صباح إلْ ما زرقتشي شمسه *** اللي يقتُل ما يدِّي
يا لاحق مكناتك همشة *** ظنِّي فيك مغدِّي
اللي يصبح منكُمْ ما يمْسَى *** الدغباجي متنبي
سرجاها بستوتي نَمْشَه *** لقداهم متفاجي
معاها يتكلم بالرَّمْشَة *** ويحكم بالكِفاجي

**********

جو خمسة يقصُّوا في الجرة *** و ملك الموت معاهم
راميهم شيطان بشرَّه *** على تبزيع دماهم
قِرْحوا يحسابوها غِرَّه *** يتبشروا بملقاهم
وقت ان شبح العين تعرَّى *** تَكـُّوا الخيل قداهم
والدغباجي فيده حُرَّة *** يسربيلهم في عشاهم
سرجاها وخرجت عل برَّة *** في المِلهاد اخذاهم
دوَّفْهم كيسان المُرة *** موش من القهواجي
الخمسة درجحهُمْ في مرة *** لا من روَّح ناجي.
جو خمسة يقصوا في الجرة *** وملك الموت يراجي
و لحقوا مولى العركة المرة *** المشهور الدغباجي

mercredi 14 juillet 2010

المناضل محمد الدغباجي


نبدأ اليوم على بركة الله التعريف برجالات الحامة العزيزة


محمد الدغباجي أو محمد بن صالحالدغباجي (1885-1924) مناضل تونسي، آمن بالنضال المشترك في الدول الإسلامية

تزعم العديد من التنظيمات الجهادية التي قاومت الاستعمار الفرنسي والإيطالي. مثل بين 1918 و1924 أسطورة حية في البلاد التونسية بعد عمليات عسكرية ناجحة ضد المستعمرين وفي مايو 1922 قبض عليه في ليبيا من طرف الجيش الإيطالي وسلم إلى القوات المحتلة الفرنسية وحكم عليه بالاعدام في مارس 1924 وتم تنفيذ الحكم في مايو 1924 في الحامة أمام أعين أهله.

ولد الثائر التونسي الشهير وبطل الجنوب محمد الدغباجي عام 1885. كان قد مر وقتها سنوات قليلة فقط على دخول الاستعمار المباشر البلاد التونسية.

ولد الدغباجي في مدينة الحامة من ولاية قابس، واستقر ذكره بالوجدان الشعبي فغناه، وخلد وقائع كفاحه، ثم لما مات بكاه ورثاه.

كان الدغباجي منذ الصغر يستشعر حقدا خاصا ضدّ الدخيل الجاثم على بلاده، شأنه شأن الكثيرين من أبناء الجنوب، وسائر أبناء تونس، الذين أبو دوما أن يرضخوا للحكم المركزي المجسّم في المظالم، فرفضوا التجنيد في الجيش المستعمر، وثاروا وتمردوا. لم يكن الدغباجي مخططا سياسيا ولا منظرا أو مستهديا بنظرية ثورية، يحسب للمعارك كل حسابها. ولم يكن منظرا للواقعية والعقلانية، كما يفعل بعض أشباه مثقفينا اليوم. كان فقط ثائرا ومثالا للفدائي الذائد عن العزّة والكرامة

لمّا بلغ الثانية والعشرين أجبرته الحاجة والحرمان على قبول التجنيد، وذلك سنة 1907 حتى 1913. في تلك الفترة كانت تصل الجنوب أنباء انتصارات الأشقاء الليبيين على الطليان، فتثير الحمية، وتبعث النخوة، وتؤجج مشاعر التعلق بالكرامة. وبلغت أخبار المواقف البطولية لقادة المقاومة الطرابلسية مسامع الدغباجي، وخاصة منهم خليفة بن عسكر النالوتي. فتحركت فيه مشاعر الرجولة، وبدأ يفكر في الفرار من الجندية، في الوقت الذي كانت فيه فرنسا مشغولة بالحرب العالمية الأولى.

لم يتردد الدغباجي طويلا، إذ فر من المعسكر الفرنسي بذهيبة في تطاوين، والتحق بصفوف المقاومة مع خمسة من رفاقه. شارك في بداية نشاطه في مهاجمة الحصون الفرنسية بالحدود كجندي بسيط، لكنه اشتهر بإقدامه، وبحسن رمايته، فنال حظوة خاصة عند قائده النالوتي. بيد أن بطولاته لم تتأكد إلا بداية من سنة1918.

الجهاد ضد المستعمر الفرنسي

صمّم الشاب الدغباجي على كيل الصاع صاعين للمستعمر الفرنسي، فكوّن مجموعة فدائية عادت خلسة عبر التراب الليبي. وتناه إلى مسامع الفرنسيين أخبار الدغباجي، فعزموا على مطاردته، والمطالبة برأسه، خاصة بعد حادثة "الزلوزة" (01/01/1920)، التي قتل فيها عدد من أعضاء الديوانة الفرنسيين.

وقد أشبع المستعمرون بني زيد وأهالي الدغباجي ألوانا من التنكيل الانتقامي، حيث عمدوا إلى ردم الآبار والمواجل لقطع الماء عن المقاومين، ونقلوا الأهالي مع حيواناتهم إلى الحامة. فوضعوا الرجال في السجون، والنساء في محتشد خاص. وأجبر السكان على حمل السلاح لمطاردة المقاومين، بقيادة العميل المسمى "عماربن عبد الله بن سعيد"، الذي وعدته السلطات الاستعمارية بمنصب خليفة الحامة.

وقد حاول هذ العميل استدراج الدغباجي، ولكنه تفطن للمكيدة فبعث له رسالة بتاريخ (16/02/1920) يقول فيها "أنتم تطلبون منا الرجوع إلى ديارنا لكن ألسنا في دريارنا؟ إنه لم يطردنا منها أحد، فحركتنا تمتد من فاس إلى مصراتة، وليس هناك أحد يستطيع إيقافنا.. ونقسم على أننا لو لم نكن ننتظر ساعة الخلاص لأحرقنا كل شيء، والسلام من كل جنود الجهاد".

وتثبت هذه الرسالة الأبعاد، التي كانت تعبئ الدغباجي وأمثاله بروح المقاومة، وهي الأبعاد الوحدوية والجهادية الرافضة للاستغلال والظلم، وتعبر عن روح التحدي لقوة الاستعمار وبطشه. وقد نجح الدغباجي فعلا في إشعال معارك عديدة في الجنوب التونسي أهمها معركة "خنقة عيشة"، و"المحفورة"، وواقعة "المغذية" من ولاية صفاقس، والتي واجه فيها وهو في قلة من رفاقه قوات المستعمر تعد حوالي 300 نفرا، ونجا خلالها بمساعدة بني عمّه، مما جعل السلطة الاستعمارية تسلّط ضدّهم عقابا شديدا. وكذلك واقعة "الجلبانية"، التي كاد يسقط أثناءها ثانية بين أيدي القوات الاستعمارية وهو جريح

محاكمة الدغباجي

تمت محاكمة الدغباجي غيابيا يوم 27/04/1921 والقضاء بإعدامه مع جمع من رفاقه، الذين التحقوا بالتراب الليبي، ولكن الطليان لم يتأخروا في القبض عليهم وتسليمهم للسلطات الفرنسية.

اعدامه

وفي غرّة مارس 1924 اقتيد البطل إلى ساحة سوق البلدة حيث أعدم. ويروى أنه رفض العصابة، التي تقدم بها نحوه ضابط فرنسي ليضعها على عينيه، رفضها ساخرا من الموت. ويروى أن زوجة أبيه زغردت لهذا المشهد، وهتفت عاليا، مباركة شجاعته والشرف الذي نالها منه، وأنه أجابها وهو يبتسم "لا تخشي علي يا أمي فإني لا أخاف رصاص الأعداء، ولا أجزع من الموت في سبيل عزّة وطني..الله أكبر ولله الحمد.."

وهكذا بقيت قصّة الدغباجي شفوية تتردد على الألسن، ومنها قول المغنين:

الخمسة اللّي لحقوا بالجُرة* وملك المــوت يراجي
لحقوا مولى العركة المـرة* المشهــور الدغباجي
تمثال محمد الدغباجي بمسقط رأسه الحامة بالجنوب التونسي

.